سورة الحج - تفسير تفسير القشيري

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الحج)


        


أي أنَّ الحقَّ- سبحانه- يرغم اعداءَ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فَمَنْ لم تَطبْ نفْسُه بشهود تخصيص الله سبحانه بما أفرده به فليقتلْ نَفْسَه من الغيظ خَنْقاً، ثم لا ينفعه ذلك كما قيل:
إنْ كنتَ لا ترضى بما قد ترى *** فدونَكَ الحَبْلَ به فاخْنق


{ءَايَاتٍ بَيِّنَاتٍ}: أي دلالات وعلامات نَصبَهَا الحقُّ سبحانه لعباده، فمن الآيات ماهو قضية العقل، ومنها ما هو قضية الخبر والنقل، ومنها ماهو تعريفات في أوقات المعاملات فما يجده العبد في حالاته من انغلاقٍِ، واشتداد قبضٍ، وحصول خسران، ووجوه امتحان.. لا شكَّ ولا مرية إذا أَخَلَّ بواجبٍ أو ألَمَّ بمحظور. أو تكون زيادة بَسْطٍ أو حلاوة طاعة، او تيسير عسيرٍ من الأمور، أو تجدد إنعامٍ عند حصول شيءٍ من طاعاته.
ثم قد يكون آيات في الاسرار، هي خطابُ الحقِّ ومحادثةٌ معه، كما في الخبر: «لقد كان في الأمم مُحَدَّثون فإن يك في أمتي فعمر».
ثم يقال الآيات ظاهرِةٌ، والحجج زاهرة، ولكن الشأن فيمن يستبصر.


أصناف الناس على اختلاف مراتبهم: الوليُّ والعدوُّ، والموحِّد والجاحد يُجْمَعُون يومَ الحشر، ثم الحقُّ- سبحانه- يعامِل كلاً بما وَعَدَه؛ إما بوصالٍ بلا مَدَى، أو بأحوالٍ بلا منتهى. الوقتُ واحد؛ وكلٌّ واحدٍ لما أُعِدَّ له وافد، وعلى ما خُلِقَ له وارد.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8